الانتحار: سبيل وخلاص الشباب في غزة من الواقع المرير
" هي مش محاولة عبث هي محاولة خلاص وخلص والشكوى لغير الله مذلة وعند الله تلتقي الخصوم"
بهذه العبارات التي عبر عنها الشاب سليمان العجوري على فيسبوك قبل اقدامه على الانتحار.
إزداد إقبال في قطاع غزة على الانتحار هرباً من واقع مؤلم فرضه الحصار الذي قيد أرجاء القطاع، والوضع السياسي المتدهور الذي كان عاملاً اساسياً في افراز واقع اقتصادي واجتماعي مرير وارتفاع نسب الفقر والبطالة.
وسجلت محاولات الانتحار نسبة عالية في قطاع غزة، إذ قام 22 شخصاً منهم 19 من الذكور و3 إناث بالانتحار التام، فيما سُجل 133 محاولة انتحار من بينهم 89 ذكراً و44 من الإناث. يتضح لدينا ارتفاع حالات الانتحار في قطاع غزة الذي يقطنه حوالي مليوني نسمة وان محاولات الانتحار التي لم تنجح ليست بالقليلة، وتظهر هذه الأرقام حسب مدير عام الشرطة في قطاع غزة لعام 2020.
ويطرح ارتفاع معدلات الانتحار في قطاع غزة تساؤلات عدة حول معايير وضوابط العمل الحكومي والمؤسسي ليس في غزة فقط بل وفي فلسطين بشكل عام، وخصوصاً في ظل ازدياد حالات الانتحار في القطاع الناجمة عن قبضة سياسية تتسع فجواتها وتبعاتها نتيجة الانقسام.
وفي بيان لها عبرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" بأن الجهات الفلسطينية الرسمية تتحمل كامل المسؤولية عن تنامي هذه الظاهرة وذلك لاصرارها على تبني سياسات منتهكة لحقوق الانسان بما في طلك فرض العقوبات الجماعية على قطاع غزة وتعزيز منهج الجباية والضرائب وتهميش الشباب والخريجين في ظل انعدام فرص العمل، ومصادرة حقوقهم السياسية والمدنية الامر الذي عزز حالة عدم ثقة لدى المواطنين والشباب.