تلعب الميديا الجديدة اليوم دورا مهما في تسهيل نقل المعلومات. بل انها بدت فاعلا رسميا في المعادلة الاعلامية نظرا لظهور منصات نقل الاخبار وتقنيات البث الحي وصحافة المواطنة. والتي يبدو انها اسمهت وبشدة في تحريف الخبر المس من قدوسيته
تحول منطق المشاهدة اليوم وبسرعة عجيبة من وسائل الاعلام الكلاسيكية الى وسائل الاعلام الرقمية. وقد يعتبر هذا الامر من ضمن الايجابيات التي مكنتنا منها الميديا الجديدة من اجل تسريع تناقل الاخبار وانتشارها. فاليوم تظهر المناشير لنا على منضات التواصل في ظرف ثوان معدودات. دون انتظار حضور الصحفي على عين المكان فالمواطن اليوم هو الذي يشرع في عملية البث الحي من قلب الحدث نظرا لكونه موجودا على عين المكان. بل انه في بعض الاحيان يبث تدوينات تلخص وقع الحدث وتفاصيل وقوعه ومن ضمن الامثلة التي يمكن ان نشير اليها المهمة جدا الثورة. وتفاصيل احداثها. حيث غابت عن جل المتابعين على منصات التواصل الكاميروات الرسمية لمؤسسات الاعلام وحضرت كاميروات الهاتف. بل ان بعض مؤسسات الاعلام الدولي شرعت في بث الاحداث التي يصورها المواطن. اي انها اعتمدت بالاساس على صحافة المواطنة
ي مثل هذا الحال نتفطن الى ان دور صحافة المواطنة كان جليا في عملية بث الاخبار بدل الصحفي وبالتالي فانها الى حد اللحظة ايجابية. لكن لو تبصرنا بعمق في فحوى الرسائل الاعلامية التي ينشرها المواطن بدل الصحفي فاننا سنجد الامر مختلفا كثيرا عن ما يبث من طرف صحفيين. فمعظم الاخبار التي تبث على منصات التواصل الاجتماعي لا تهتم البتة باخلاقيات العمل الصحفي. ففي الثورة وقع بث بعض اللقات للجرحى والتي لا يجب بثها وفقا لما جاء في مواثيق الشرف وفي قوانين الاعلام والاتصال. فاي شخص مطالب بعدم بث اللقطات التي تحتوي عنفا. ومن ضمن الامثلة ايضا نتحدث عن العملية الارهابية التي جدت بشارع الحبيب بورقيبة والتي قامت خلالها تقنيات البث الحي وصحافة المواطنة ببث لقطات لا تراعي الجانب الاخلاقي للمهنة.
من زاوية اخرى لا يعترف المواطن الصحفي بمقولة قدوسية الخبر حيث انه لا يهتم في حال التدوين باسلوب الكتابة الصحفية وقد لا يكون موضوعيا ولا يهتم بتاثير الخبر على المشاهد خاصة عندما نتحدث عن نظريات الاعلام والاتصال. ومن ضمن الامثلة التي يمكن ان نشير اليها هنا هي الاخبار الكاذبة التي نشرتها صفحات ابان وفاة رئيس الجمهورية الباجي. قايد السبسي
ي هذا الاطار يظهر لنا ونتبين بان صحافة المواطنة والميديا الجديدة الاخبارية لا تبدو موثوقة ولا تحترم اسس العمل الصحفي وبالتالي فان هذا يحتم ظهور منصات جديدة تعاين الاخبار الزائفة وتهتم بمعاينتها ونفهم هنا بان سلبيات الميديا الجديدة اكثر من ايجابياتهاا.