يبدو أن التوجه الشائع للذوات اليوم إلى المجال الافتراضي لا هو بعبثي و هو ليس أجوفا و إنما له غاياته . فعلى ضوء فشل تحركات الثورات العربية التي خلفت وقائع تخريبية لحضارتي العراق و سوريا العريقتين و جرائم دموية ، و التي كانت لدى شعوب العالم العربي و شبابه سبيل قيام العالم العربي و تقدمه لمقاومة أعداء عدم الاعتراف و الحضارة من الكيان الصهيوني إلى كل كيان دعم هذا المشروع البائس. إضافة إلى مشاريع استنزاف الموارد و إجهاض التحركات الاحتجاجية التي حتمت على هذه الشعوب الهجرة والعيش تحت خط الفقر
من هنا نفهم أن لكل واقعة أسبابها، فاليوم تتوجه أغلبية من الفئات الشبابية إلى هذا المجال الافتراضي لممارسة هذا النشاط الذي حرمته الزعامات العربية على شعوبها عمليا . و بهذا تتوجه مختلف الفئات افتراضيا إلى حدود جزيرة "بيرمودا" او "بيرغاتوري" لإشباع هذه الرغبات القتالية و تحقيق انجازات عسكرية ولو في المجال الافتراضي . هناك أين تتواجد مختلف أشكال الأسلحة التي لم يفرها الواقع . و التي تتخذ أدوات لتحرير شعوب العالم العربي من كل عدو للأمة أو للأوطان
هكذا يبدو الأمر من زاوية أولى . و من باب ثاني لنا على سبيل المثال ان نتحدث عن رغبات الترفيع في منسوب "الادرينالين" بالقتل الافتراضي و الذي من شانه ان يولد طاقة وهمية يمكن أن تحدث ارتياحا و لو شكليا تفكيريا في حدة هذا الفشل الذي وقع منذ تحرر هذه الشعوب المستعمرة في القرن الفارط . و بالتالي فان أغلبية الإفراد بالرغم من الفشل الواقعي الدامي الذي لطالما عايشوه . هم يحققون اريحية ولو كانت وهمية فهي كفيلة كنجاحات بتحقيق طاقة ارتياحية على عكس الأحلام التي تظل مرسومة في عقول هذه الفئات
و المسالة المطروحة في هكذا وضعيات . إلا يمكنان تكون هذه الحروب الافتراضية التي تخوضها الشعوب العربية اليوم شكل متطورا من أشكال التجنيد و التهيؤ لخوض حروب التحرير . خاصة مع ان كل الحركات و أنواع الأسلحة الموجودة داخل اللعبة مقتبسة من الواقع العملي للحروب إضافة إلى سبل الرماية والتحرك والتحفي ؟ أليس هذا شكلا جديدا من أشكال التهيؤ و التجنيد و التي في أي لحظة يمكن ان يستغلها شعب ثائر على عالم تفاوت فيه التقدم بين الأقطار بطرائق قد يعتبرها الكثيرون غير مشروعة نظرا لقيامها على استنزاف الموارد و الاحتلال و تخريب الحضارات ؟
