الفيروس الرقمي الجديد
"التحرش الإلكتروني"
ظاهرة التحرش الإلكتروني من الظواهر التي برزت بشكل لافت في الأونة الأخيرة في عصر الإتصالات الالكترونية وخدماته المختلفة، حيث وجد متعهدو نشر السلوكيات السلبية في وسائط التقنيات الحديثة، أدوات فاعلة لإيذاء وازعاج الاخرين سواء من أجل التسلية العبثية أو لتحقيق أغراضهم الخاصة في عالم الإنحراف.
يثير موضوع دوافع الشخص لممارسة التحرش جدلا ونقاشا حادا, فهناك من يقول ان الكبت الجنسي احد اسباب التحرش, الا ان الشواهد من المجتمعات المنفتحة غير المحافظة تعكس هذا الافتراض ,اذ ان التحرش مشكلة موجودة لديهم أيضا ,في المقابل فان اخرين يقولون ان غياب التقاليد الدينية او المحافظة على المجتمع هو سبب التحرش لكن هذا يناقض الادعاء حقيقة ان الكثير من المجتمعات المحافظة تعاني من أرقام وبائية في التحرش.
تزايدت هذه الظاهرة مع بدايات الثورة الرقمية والتطورات التي يشهدها مواقع التواصل الإجتماعي ,وتشكلت في عدة أنماط ومنها التحرش اللفظي وتتمثل في إرسال الكلمات الخادشة للحياء ,والتلفظ بكلمات ذات طبيعة جنسية.
بالإضافة الى التحرش الصوري ,ويتمثل في ارسال الصور والمقاطع الجنسية ,الطلب من الضحية الكشف عن أجزاء من جسدها أو قيامه بارسال صور او فيديو وهو في أوضاع مخلة بالآداب.
وقد أشارت دراسة حديثة أعدتها مؤسسة هاريس التفاعلية الكترونيا بالولايات المتحدة الأميريكية, وشملت 503من مستخدمي الهواتف النقال في الفئة العمرية من 13وحتى 17عاما من الجنسين ,الى أن 41% من المراهقين تعرضوا للتحرش الالكتروني ,كما اقر 25% منهم بأنهم يتحرشون بالأخرين.
ووجدت الدراسة كذلك ان مستخدمي الهواتف النقال بافراط يعدون الأكثر احتمالا للقيام بنشاطات غير ملائمة من خلال هذه الاجهزة ,بما في ذلك نشاطات التحرش الالكتروني .
وصف الأطباء النفسيين شخصية المتحرش الكترونيا مريض نفسي جاني حيث يصيب الضحية بحالة من الإكتئاب النفسي حيث ينظر إليها كفريسة سهلة تتأثر بكلمات منطوقة او مكتوبة على الإنترنت.
شهد عام 2010,مؤتمرا عالميّا في واشنطن لمنع التحرش الالكتروني ,وفيه تم طرح سؤال مهم اذا كانت القوانين غير قادرة على منع التحرش الالكتروني , فمالّذي يتوجب فعله إذن!؟