× Bloggers About Us EL Manifesto Accreditation System Terms and conditions Privacy Policy
logo

Iblog is a collective blog and the first inclusive platform in Tunisia.

المشهد الأخير

مرحبا كيف حالك اليوم؟

ها انا الآن أكتب إليك من بعد منتصف اللّيل و من أمام الحاسوب أجلس منحنية الظّهر و محطّمة الفؤاد بجانبي فنجان القهوة المعتاد نديمي الدّائم لا يغادر طقوس كتابتي و حزني أبدا هو الجزء المحوريّ فيها من بعدك طبعا.

أحاول ترتيب أفكاري منذ أن خلوت مع نفسي، لماذا الجميع قساة هكذا؟ أمي تطلب منّي أن أرتاح من تعب العمل و أبي يساندها الرّأي فيطفئ الأضواء من حولي محاولا منحي جوّا من الرّاحة الجسديّة و النّفسيّة لكنّهم لا يدركون أنّهم يفتحون باب عذابي و جحيم أفكاري الذي لا ينطفئ أبدا طوال حياتي أحاول ترجمة العلاقة بين الجحيم و اللّيل و هذا هو سرّ أرقي إلا أنّني لم أجد الرّابط بينهما .. 

 أن يكون جزءا منا او ربّما هما نحن الآخرين الذين نرفض الاعتراف بهم نهارا أو بالأحرى نتحاشاهم فينا ؟ ... أليس كلّ الذي تقاومه يسكنك اكثر من غيره ؟ ...لكن هل يمكن 

 

لم يرهقنا العمل الشاق و لا ضجيج المدينة و لا حتّى الخيبات المتتالية بقدر ما أرهقتنا الذاكرة بتفاصيل حكاياتها لحظة واحدة تجهل عدّ دقائقها تصفعك بمشهد من عمق الظلام كنتَ قد صارعت اللّيل لانجلاله تُرديك غائبا و حاضرا في نفس الوقت تذهب بك بعيدا بين الوجوه و أماكن لقائها ....

لا احد يعرفك الآن فيها تسأل نفسك أين كنت فيها و من أين دخلتها ؟ لا تجد إجابات و هذه هي اللعبة يجب عليك أن تهدم لك المشهد . تسأل مرذة أخرى كيف ذلك و من أين أخرج؟ ...... لن تخرج لأنّك لست بالدّاخل أساسا هذه هي المفارقة لا شيء هنا و لم يعد هناك شيئا يبقيك ... تقبّل فكرة أنّك غادرت منذ زمن ..

اذهب بعيدا أكثر أُخرج من المسرحيّة فقد انتهت المشاهد و صفّق الجمهور و خلى الرّكح .. لماذا إذن تريد المواصلة؟ 

لقد انتهى دورك منذ المشهد الأول لكنّك أقوى من ان تنسحب فأكملت و هاهو الجمهور يغادر كأنّه لم يرك لحظة ... ماذا كنت تنتظر منذ البداية أن ينحني لك الجمهور و أن تنعم بقبلة المشهد الأخير و القارب الصغير الذي يحملك لبلاد الأحلام تقيم بمنزل ضخم يطل على غابات و أنهار ... أرأيت أنّ المسرحيّة كانت تتطلّب قناعا لأبطالها في حين انّك تنازلت عنه و اقتحمت الرّكح ...

   أحيانا الانسحاب أكبر انتصار يقدّمه المرء تقديرا لذاته فكان عليكَ أن تُقدّر ذاتك حتّى تُقدّرك الذّكريات ...

Press ESC to close