× Bloggers About Us EL Manifesto Accreditation System Terms and conditions Privacy Policy
logo

Iblog is a collective blog and the first inclusive platform in Tunisia.

مستشارات ورئيسات بلديات وجها لوجه مع العنف

"سنك أقل من الثلاثين، متحصلة على الماجستير ومستشارة بلدية. ماذا تريدين أكثر؟ إلى أين تظنين نفسك ذاهبة؟ أنت امرأة لا تنسي هذا."

هذا ما سمعته تيسير عبد الدايم، مستشارة ببلدية صفاقس من زميل لها في المجلس حين أرادت ترأس لجنة الثقافة.

لا تخلو البلديات في صفاقس من العنف، عنف تمكنا من رصده على مدى  شهرين قمنا فيهم بالاتصال بعدد من رئيسات ومستشارات بلديات صفاقس.

 

عنف بدأ داخل أسوار البلدية وبلغ الفايس بوك

"زميل اختلفت معه حول مسالة ما داخل المجلس فأهانني ثم شن عليّ حربا قذرة على وسائل التواصل الاجتماعي، قام بتشويه سمعتي والمس من شرفي ولم يتوقف عند هذا الحد بل فتح حسابات وهمية باسمي ونشر فيها صورا اباحية لا تخصني، لم أستطع تجاوز ما حدث معي، المجتمع لم يرحمني وأصابع الاتهام كانت موجهة لي ونظرات الاحتقار أكلت لحمي، عوملت كمذنبة في حين أنني كنت أنا الضحية..." علياء (اسم مستعار) مستشارة بلدية مستقيلة تروي فصول معاناتها مع العنف الذي بدأ داخل أسوار البلدية وامتد لمواقع التواصل الاجتماعي.

علياء ليست الوحيدة التي تعرضت للعنف الالكتروني، تيسير عبد الدايم أيضا كانت ضحية هذا العنف، إذ أن زميل لها أهانها أمام بقية الزملاء في المجموعة الخاصة بالبلدية على الماسنجر وقال لها "شنوة تفهم فيه انتي؟" (ما الذي تفهمينه أنت؟) حين أبدت رأيها باحترام في مسألة تخص عملهم البلدي. تقول تيسير أن المؤلم في الموقف ليس الاهانة وحدها بل الصمت الرهيب الذي عم المجموعة، كانت تنتظر تعاطفا أو تنديدا من الزملاء إلاّ أنهم اكتفوا بقراءة الرسالة وبالتزام الصمت.

 

 

تيسير عبد الدايم، مستشارة بلدية، صورة حكمة مصدق

 

لم يأت المشرع التونسي بتعريف دقيق للعنف الالكتروني لكنه أصبح من بين أكثر أنواع العنف شيوعا وخطورة أيضا إذ أن 4 من 5 نساء كن ضحايا للعنف الرقمي عبر شبكات   التواصل الاجتماعي خلال سنة 2020 حسب وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن.

 

مستشارات ضحايا التحرش

لم يتوقف العنف عند العنف الالكتروني فقط بل بلغ أيضا التحرش الجنسي الذي طال مستشارات كن يقمن بواجباتهن، أسماء (اسم مستعار) كانت من بين من تعرضن للتحرش في إحدى الزيارات الميدانية لسوق أسبوعية قام مواطن بتلمس مواطن حساسة من جسدها، كان الموقف صادما لها لدرجة أنها عجزت عن القيام بردة فعل وتجنبت أيضا اخبار زملائها الذكور لأنها كانت تتوقع أن يحرموها المرة القادمة من مرافقتهم في حين أنها تحب أن تقوم بمهامها على أكمل وجه.

تيسير المستشارة البلدية بصفاقس أيضا تعرضت لتحرش جنسي لفظي بشكل صريح في ميناء صفاقس من قبل بعض الصيادين ما جعلها تشعر بخوف شديد "شعرت أنني مهددة وللحظة نجحوا في جعلي أتسائل (ما الذي أفعله هنا؟ هذا ليس مكاني...) في حين أن الميناء وأي مكان أختار أن أكون فيه هو مكاني الطبيعي كامرأة."

 

"رئيسة تمنع من ترأس الجلسة لأنها امرأة"

لا يستوعب بعض الرجال أن المرأة يمكن أن يكون مكانها خارج أسوار البيت وأنها قادرة على تقلد المناصب والقيادة هذا ما أخبرتنا به امنة بوعزيز، رئيسة بلدية قرمدة التي مازالت تمنع لحدود اللحظة من ترأس الجلسات لأنها امرأة، كما أن المواطنين لا يضيعون أي فرصة في مسائلة وجودها على رأس البلدية ومسائلة نجاعة قراراتها.

الاستبيان الذي قمنا بتوزيعه على 30 مستشارة ورئيسة بلدية بيّن أن 96% منهن تعرضن للعنف أكثر من مرة خلال أداء مهامهن وبين الاستبيان أن جميعهن لم يتقدمن بشكاية ضد معنفيهن.

 

أما الأسباب فتمثلت إما في الخوف من تعطل أعمال المجلس أو من فقدان مناصبهن أو تواصل العنف عبر أشكال أخرى أو من تضييع الوقت والجهد في قضية طويلة وربما تكون خاسرة في نهاية المطاف.

 

اتصلنا بجمعية مواطنات بصفاقس وهي جمعية تناولت موضوع المرأة في البلديات وأكدت لنا رئيستها بهيجة اللوز ما وصلنا إليه عبر الاستبيان وهو وجود عنف حقيقي داخل المجالس البلدية بصفاقس.

"عاينا وجود أنواع مختلفة من العنف من بينها، العنف السياسي حين يقوم أعضاء المجلس البلدي الذكور بالتغيب عمدا حين تدعو الرئيسة لجلسات لكي يكون النصاب غير مكتمل هذا بالنسبة لرئيسات البلدية أما المستشارات فيتعمدون اعطاءهم لجان ضعيفة وليس لها وزن كلجنة الشؤون الاجتماعية أما اللجان التي تصنع القرار كلجنة المالية فتكون من نصيب الرجال هذا دون أن نتحدث أيضا عن العنف المسلط على النساء من قبل المواطنين حين تقوم رئيسة بلدية مثلا باصدار قرار هدم يقومون بالتهجم عليها وتهديدها في سلامتها الجسدية.

                               

                                بهيجة اللوز، رئيسة جمعية مواطنات 

                                                                                                                                                                                             وحول أسباب هذا العنف قالت رئيسة الجمعية أن السبب الرئيسي هو العقلية الذكورية المتفشية في المجتمع وهذه العقلية لا تقتصر على الذكورلأن العديد من النساء للأسف يستبطنون هذه العقلية أما عن تداعيات هذا العنف فإنه يجعل النساء السياسيات يشعرن بعدم الأمان خلال أداء واجبهن البلدي ويجعل أيضا بشكل غير مباشر النساء غير السياسيات يتجنبن التفكير في الترشح للانتخابات البلدية، منى شعبان مواطنة بصفاقس أخبرتنا أنها لا تفكر في الترشح لانتخابات مشابهة لأنها تخشى التعرض للعنف أو التمييز ويبدو أن منى ليست الوحيدة العازفة عن الترشح حسب دراسة قامت بها جمعية مواطنات حول قيادة فإن نسبة النساء الراغبات في الترشح للانتخابات البلدية يشكلن فقط 29.0% أما اللاتي أبدين عدم رغبتهن في الترشح فشكلن 70%.

 

فيديو 

https://youtu.be/CgTgPxMP_fY

عنف صامت تتعرض له النساء في بلديات صفاقس دون وجود دراسة واحدة تكشف عدد المعنفات كما أن المندوبية الجهوية لشؤون المرأة والأسرة بصفاقس لم يقع إشعارها بأي حالة عنف لحدود اللحظة. 

 

Press ESC to close