عرف تاريخ البشري العديد من أنواع الظلم التي تمت ممارستها على مر العصور.. هي ممارسات أقل ما يقال عنها أنها مرعبة مما جعل الكثير يتساءلون عن كيف يستطيع أن يكون الإنسان بهذه القسوة في معاملته مع غيره من بني جنسه ؟
و من أكثر الظواهر الاجتماعية التي غالباً ما ترتبط بالقسوة و الظلم و العنف هي ظاهرة العنصرية أو الميز العنصري على أساس اللون و هي ظاهرة عرفتها الإنسانية منذ قرون و لازلنا إلى اليوم نعيش تحت ضل تأثيراتها..
وعلى عكس ما يعتقد الكثير أن زمن الميز العصري قد انتهى وأن هناك قوانين تجرم العنصرية و- تحمي كل من يتعرض إلى أي نوع من أنواعها فإن الواقع مغاير تماماً ولعل قضية الأمريكي جورج فلويد التي شغلت الرأي العام العالمي عامةً، و الأمريكيين خاصةً هي أكبر دليلٍ على أن العنصرية حاضرة في كل المجتمعات وليست حكرا على مجتمع ما على حساب أخر وهو ما كشف لنا الكثير من المسكوت عنه وقضية فلويد ما هي إلا نبذة بسيطة عما يعانيه أصحاب البشرة السوداء و يذكرنا بتاريخنا كبشرٍ وعن الظلم الذي كان يسلط علىهذه الفئة من عنفٍ و استغلال واستعباد واغتصاب وقتل وتعذيب فقد "بدأ السود في أمريكا كيدٍ عاملة لا تمتلك أي نوعٍ من الحقوق، وكانت الولايات الواقعة في جنوب أمريكا تعتمد عليهم كثيراً، خصوصاً في زراعة وحصاد القطن والقمح، كما استخدمت نساؤهم كخادمات، وأبناؤهم كملكياتٍ منذ الولادة تحت إمرة الأسياد الذي كانوا قساة ويعاملون مستخدميهم على أنهم غير بشريين تقريباً، فلم تكن أي فكرةٍ من ذلك المجتمع الأبيض تتسلل إلى حياة السود تقريباً فهم بدايةً "ليسوا مواطنين، وليس لهم حق في التعليم أو التطور أو تسلم أي منصب ما وما إلى ذلك، ولا حتى الزواج بصورةٍ معلنة وطبيعية" وفق موقع "national geographic" في مقالة على موقعه نشر العام "2016."
ولكن لم تكن أمريكا فقط من مارس هذه الجرائم بل أن العالم كله كان مذنباً ولكن بدرجاتٍ متفاوتة و-الحال قد تغير لاحقا وتجاوزنا مرحلة العبودية وانتقلنا إلى العنصرية وهو حالنا اليوم حيث تزرع هذه لعقلية في ذهن بعض الأطفال منذ نعومة أظافرهم فنراهم يقومون بتصرفاتٍ غريبة تجاه الأشخاص ذوي البشرة السوداء من خلال شتمهم أو التلفظ بعبارات تدل على العنصرية وهذا طبعاً ما علمه إياهم إباؤهم كما يعامل أصحاب البشرة السوداء اليوم على أنهم خلقوا ليكونوا عبيداً فيتعرض صاحب البشرة السوداء إلى جميع أنواع السخرية والتنمر إضافةً إلى رفض وجوده كعنصر فاعل في المجتمع حيث أن لون البشرة هو المعيار لتحديد المكانة الاجتماعية والوظيفة (حيث يرفض الكثير أن يكون المدير في العمل شخص أسود) والرتبة والحالة الاقتصادية ففي بعض المناطق وبمجرد أنك صاحب بشرة سوداء فأنت سارق أو تعمل مع عصابات أو مجرم فكل الأفعال اللا أخلاقية هي حكرٌ على سود البشرة وهكذا يفكروا البعض ليتحول بذلك الاختلاف إلى نقمةٍ وتخلق فوضى في المجتمع في صراعٍ متواصل بين سود وبيض بسبب اختلاف في لون البشرة ولكن ليس فقط السلم الاجتماع هو الذي يتأثر بالظاهرة وإنما الحالة النفسية لمن تمارس عليه العنصرية كذلك يتأثر وخاصةً الأطفال حيث تكسبهم نوعاً من نقص الثقة بالنفس وعقد نفسية فيفضل الكثير العزلة والابتعاد عن المجتمع وهناك من يمارس العنف الماضي ضد الطرف العنصري وفي هذه الحالات على من يطبق القانون !! هناك العديد من الجمعيات العاملة على تطبيق القانون على كل من يمارس العنصرية ولكن يقل تطبيق هذه القوانين أو يعاقب الفاعل بأقل الأضرار الممكنة أي لا ينال جزاءه بالفعل.. فإلى متى !! متى ستتغير نظرة العالم إلى الشخص الأسود !!وهل لسود البشر ذنب في هذه الممارسات !! وهل هناك وجود لعالم دون عنصرية !! وهل نجاح البعض من سود البشرة في الحياة السياسية ، الاجتماعية ، أو الفنية يعتبر تغير ونقلة نوعية إلى علم بدون عنصرية